بفعل تداعيات تفشي وباء كورونا

 أجواء غير مألوفة يعيشها سكان غرداية

 أجواء اجتماعية غير مألوفة يعيشها سكان غرداية في رمضان هذه السنة بعد تغيير عدة عادات متوارثة مصاحبة لشهر الصيام بسبب الحجر الصحي الجزئي الذي تم إقراره في إطار التدابير الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا. فعادة، كان سكان المنطقة يعيشون هذه المناسبة الدينية بإحياء تقاليد الأجداد التي تعزز التماسك الاجتماعي والتضامن والمشاركة والكرم، لكنهم يقضون هذه السنة وبكافة أطيافهم شهر رمضان في أجواء استثنائية تتميز بشكل خاص بغياب الفطور (وجبة الإفطار) مع العائلة الكبيرة، وإلغاء صلاة الجماعة والتراويح في المساجد.
 وفي هذا الصدد عبر الحاج بكير، أحد سكان قصر مليكة، شرق مدينة غرداية، بنبرة من الحسرة بقوله ‘’من الصعب أن نعيش شهر رمضان المبارك بدون صلاة التراويح التي تعتبر من مميزات الشهر الفضيل لكن في ظل الحجر الصحي الليلي والازمة الصحية التي تعيشها الجزائر نتقبله بكل صبر من أجل التصدي لإنتشار فيروس كورونا’’.

اختفاء كثير من التقاليد
 من جهته، يرى محفوظ، موظف بقصر بني يزقن، أن شهر رمضان في ظل الحجر الصحي الليلي قد منح له فرصة أكبر لأداء الصلوات المفروضة في وقتها.
واستطرد قائلا: «ويعيش سكان غرداية هذه المناسبة الدينية المقدسة ضمن أجواء عادات تتسم بتحول جذري، سيما ما تعلق منه بمنع التنقلات الليلية، حيث يقضون شهر الصيام بشعور حسرة فقدان أيام جميلة ولقاءات عائلية حميمية، وإحياء عادات عريقة تعودوا عليها في رمضان، وبالرغم من ذلك يستغل مواطنوولاية غرداية هذا الشهر الكريم لإحياء بعض العادات المتوارثة سيما منها وجبات الإفطار، وطقوس اجتماعية أخرى يحافظون عليها عبر العصور.»
وأضاف قائلا: « تشكل هذه المناسبة الدينية أيضا فرصة لإحياء بعض أنواع الأطباق المحلية والتقليدية، تتناقل وصفاتها الأجيال منذ زمن بعيد، والتي لا يتم تذوقها كما جرت العادة هذه السنة بين أفراد العائلة الكبيرة والجيران، كإحياء ليلة العشر الأوائل من شهر رمضان، ومرور النصف الأول منه، وكذا ليلة القدر، أي الليلة ال 27 منه، وذلك بسبب الالتزام بشروط الحجر الصحي.
جدير بالذكر أن ليلة العاشر من رمضان المعظم تتميز بتحضير بعض الأكلات التقليدية على غرار طبق البغرير بالعسل، فيما يحضر بمناسبة ليلة النصف من رمضان طبق السكسي بلحم صغير الجمل، فيما يميز الاحتفال بليلة القدر، طبق الشخشوخة مرفوقة بصلصة التمر.
وحسب التقاليد الاجتماعية المتوارثة، يتم توزيع هذه الأطباق على عابري السبيل والأصدقاء والعائلات بمختلف الأحياء، وأثناء الزيارات بين الأقارب والجيران. 
وتظل أبواب المنازل عبر مختلف قصور ولاية غرداية مفتوحة لأن الزيارات بين الجيران لا تنقطع، كما لفت محفوظ، مشيرا الى أن رمضان يعتبر مناسبة لإستحضار القيم المشتركة والتضامن والتجمع العائلي في أجواء روحانية تسبب كوفيد-في غيابها هذه السنة19.
ومن أجل الحفاظ على القرابة والترابط بين أفراد العائلة خلال رمضان هذه السنة، توجهت ربات البيوت إلى تنويع مائدة الافطار باستعمال التكنولوجيات الحديثة وكذا شبكات التواصل الاجتماعية   للحصول على وصفات تناسب مائدة شهر رمضان المعظم.

مساجد مغلقة ...
على غرار مختلف مناطق الوطن فإن المساجد المنتشرة عبر إقليم ولاية غرداية مغلقة، وفي هذا الشأن يقول الحاج عبد القادر من حي ثنية المخزن: «ما ينقصني الخروج بعد الإفطار من المنزل والتوجه نحوالمسجد لأداء صلاة التراويح، هذه الشعيرة الدينية التي لم يسعفنا الحظ هذا العام لأدائها يوميا، وهوأمر يحز في نفسي’’.
ويقضي معظم سكان ولاية غرداية شهر رمضان في جومن التقاليد العريقة والبساطة بالرغم من تخوفات أخطار جائحة كورونا، ورغم ذلك يجمع أغلبية الساكنة على ضرورة الاحترام الشامل للتباعد الاجتماعي والتحلي بروح المسؤولية بما يضمن المجابهة الفعالة لكوفيد -19.وتبقى اليقظة كلمة السر بين ساكنة المنطقة حيث يظل التباعد الاجتماعي والتقليل من التنقلات بالنسبة إليهم أهم الوسائل الفعالة للتصدي لهذه الجائحة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024
العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024